Skip to main content

فراسة الأعضاء فراسة الذقن

 

  • الذقن والمخيخ: قلَّما ينتبه الناس إلى علاقة الذقن بالأخلاق، والذقن في الحقيقة من أكثر الأعضاء علاقة بأخلاق الناس، ومن أدلتهم على ذلك أن معظم الذقن من الفك السفلي، والفك السفلي يقابل المخيخ في مؤخر الدماغ، وبين المخيخ وذلك الفك علاقة شديدة، ومن أهم وظائف المخيخ في الفيسيولوجيا الحب والموازنة والإرادة، فتتصل هذه الخصائص بالفك السفلي ومنه إلى الذقن. فالذقن في الفراسة دليل الإرادة والحب الجنسي، ولو استقريت الذقون في أنواع الحيوان لرأيتها تزداد ظهورًا بنسبة ارتقاء ذلك الحيوان، فهي في الطيور أثرية، وأكثر الحيوانات لا ذقون لها أو أن ذقونها صغيرة جدًّا، والحب الجنسي يكاد يكون أثريًّا فيها، والمعتوهون يولدون صغار الذقون، ويُراد بكبر الذقن بروزه إلى الأمام أو إلى الأسفل، وأما صغره فهو ضموره حتى لا يكون له بروز في مقدَّمه ولا في الحنك، ويتضح لك ذلك من النظر إلى الشكلين ١ و٢.

    وفي الذقن بروزان واضحان: البروز الأمامي وهو الذقن الحقيقي، والبروز الخلفي تحت الأذن وهو الحنك، فالذقن إما أن يكون غائرًا مستدقًّا أو عريضًا أو ناتئًا، والحنك أيضًا قد يكون بارزًا أو غائرًا، ولكل من هذه الحالات دلالة خصوصية، فبروز الذقن يدل على طول الفك السفلي، وبروز الحنك يدل على عرضه.

    fig22
    شكل ١: الذقن الكبير.
    fig23
    شكل ٢: الذقن الصغير.
    وقد وجدوا في جملة علاقات هذا الفك بالمخيخ أنه إذا كان الفك السفلي طويلًا يغلب أن يكون المخيخ طويلًا، وإذا كان الفك عريضًا فالمخيخ يكون أيضًا عريضًا، فعندهم أن الذقن إذا برز إلى الأمام وكان الخط من زاوية الحنك إلى رأس الذقن طويلًا دل ذلك على شدة الحب، وإذا كان رأس الذقن من الأمام عريضًا دل على الثبات والصبر، فبروز الذقن دليل الحب، وبروز الحنك دليل الثبات، كذلك كان هارون بور صاحب الشكل ١ وكاترينة الثانية إمبراطورة الروس شكل ٣ فإن ذقنها وحنكها كثيرَا النمو، وكان الحب والثبات ناميين فيها، وبعكس ذلك الذقن القصير الضامر؛ فإنه يدل على الضعف والبغض، وكان ضمور الذقن ونقصه من الصفات المذمومة عند العرب، ومن ذلك قول بعضهم يذم امرأة:
    اصرميني يا خلقة المِجْدار
     
    وصِليني بطول بُعد المزار
    فلقد سُمْتِني بوجهك والوصل
     
    قروحًا أعيت على المِسْبار
    ذقنٌ ناقصٌ وأنفٌ غليظٌ
     
    وجبين كساجة القسطار
    fig24
    شكل ٣: كاترينة الثانية.
  • الذقن والمحبة: تقسم الذقون باعتبار أحوال بروزها الأمامي إلى خمسة أشكال وهي: (١) الذقون المحددة (المروَّسة) ذات البروز المستدير، (٢) الذقون المفروضة، (٣) الذقون المربعة الضيقة، (٤) الذقون المربعة الواسعة، (٥) الذقون المستديرة الواسعة.
    (١) الذقون المحددة: وهي البارزة إلى الأمام بروزًا مستديرًا، كما ترى في شكل ٤ فإنها تدل على شدة الحب الجنسي والشره فيه حتى يؤدي بأصحابه أحيانًا إلى البله، وهذا الشكل من الذقون أكثر شيوعًا في النساء مما في الرجال، كذلك كان موليير محيي التمثيل في فرنسا شكل ٥ فإن ذقنه كان من هذا النوع، وهو مشهور بحبه لامرأته مع أنها كانت تسيء إليه وتعرقل مساعيه، حتى قال يشكو حاله لصديق: «إن حضور هذه المرأة أمامي ينسيني كل ما صمَّمت النيَّة عليه لأذيتها، وهي لا تحتاج لدفع حجَّتي إلى أكثر من كلمة واحدة تدافع بها عن نفسها فيخال لي أني اتَّهمتها زورًا وأنها بريئة، فأعتذر لها وألتمس الصفح عن جسارتي، فإذا خلوت بنفسي عدت إلى صوابي ورأيتني مسحورًا أو كأنَّ خبلًا أصابني فأعود إلى هواجسي.» ا.ﻫ.
    fig25
    شكل ٤: الذقون المحددة.
    (٢) الذقون المفروضة: وهي المزدوجة البروز، حتى يخيل لك أنها ذقنان أو ذقن مقسوم إلى قسمين بميزابٍ طوليٍّ — وليس بحفرة أو نقرة — فإن الذقون ذوات النقرة (الطبعة) لها خاصَّات أخرى، والذقون المفروضة أكثر شيوعًا في الرجال مما في النساء. وأصحابها لا يشبعون من المحبة، ولا يستطيعون البقاء بلا محب يحبهم، فإذا كان صاحب هذا الذقن شابًّا فإنه يطلب الفتاة ولو في الصين ويستهلك في سبيل طلبها. انظر شكل ٦ وإذا كانت صاحبة هذا الذقن فتاة وكان الفرض في ذقنها عميقًا فقد تخرج في حبها عن حدود اللياقة.
    fig26
    شكل ٥: موليير.

    (٣) الذقون المربعة الضيقة: ويراد بها أن يكون بروز الذقن من الأمام خطًّا عرضيًّا مستقيمًا ولكنه قصير، فأصحاب هذه الذقون كثيرو المحبة، ومنهم في الغالب عمال الخير؛ لأنهم يحبون كل شيء حتى الفقراء والضعفاء، والمرأة صاحبة هذا الذقن يغلب أن تتزوج رجلًا أدنى منزلة منها لأنها تحبه ولا تلتفت إلى فقره.

    (٤) الذقون المربعة الواسعة: وهي كالسابقة إلا أنها أطول منها، وتدل على شدة المحبة حتى تقرب من العبادة، وأصحابها هم أهل العشق الشديد والحب المفرط حتى يمسهم الجنون، ولعل قيسًا العامري (مجنون ليلى) كان منهم.

    fig27
    شكل ٦: الملك إدوارد السابع في شبابه.

    (٥) الذقون المستديرة الواسعة: وهي كالنوع الأول ولكن بروزها أكبر وأوسع، وأصحابها إذا أحبُّوا ثبتوا في الحب؛ لأن السعة دليل الثبات في كل شيء، فالمرأة صاحبة هذا الذقن شديدة المحافظة على محبة زوجها ولو أساءها وقهرها.

    fig28
    شكل ٧: الذقن المستدير الواسع.
  • الذقن والإرادة:
    fig29
    شكل ٨: هنري الأول.
    قد تقدم أن بروز الذقن يدل على المحبة الجنسية، وقاعدتها تدل على الإرادة، وبين الحب والإرادة نسبة معنوية، ويراد بالقاعدة ما تحت البروز من مقدَّم الفك أسفل الأسنان القواطع، فبروز هذه القاعدة واستطالتها وسعتها تدل على قوة الإرادة، وصاحب هذا الذقن إذا قال فعل شكل ٩ و١٠ ويشبهه صاحب الحنك العريض شكل ٨ فإن حنكه قائم الزاوية تقريبًا، وأصحاب هذه الذقون وهذه الأحناك هم في الغالب رجال الحزم والبطش والشدة والقوة، كذلك كان نابوليون وقيصر وولنتون وكرومويل، ولا يراد بذلك أن الإرادة لا تكون في غير رجال الحرب، فهي تكون على معظمها أيضًا في ربات العائلات وفي رجال الأعمال كالمخترعين والعلماء، وقد تكون في أهل التجارة أو الفلاحة؛ لأنها تميز صاحبها عن رفاقه في أي مهنة كانت، فإن بين ذقن ولنتون القائد الشهير وذقن فرنكلين الفيلسوف مشابهة عظمى، وكلاهما بارزان عريضان شكل ٩ و١٠ وذقن رينان الفيلسوف شكل ١١ بارز ضيق.
    fig30
    شكل ٩: فرنكلين.
    fig31
    شكل ١٠: ولنتون.
    fig32
    شكل ١١: رينان الفيلسوف.
    وإذا تعاظم البروزان في مقدَّم الفك والحنك في ذقن واحد كما في شكل ١٢ كان صاحبه شديد المحبة والإرادة كأنه يجمع بين عملي القلب والعقل.
    fig33
    شكل ١٢: البروزان.


Comments